فصل: القراءات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ونعرف أنه عندما يكون الواحد منا في منطقة ليس فيها رغيف خبز، فلن تنفعه ملكية جبل من الذهب.
{لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً} وقوله سبحانه: {أَضْعَافًا} و{مُّضَاعَفَةً} هو كلام اقتصادي على أحدث نظام، فالأضعاف هي: الشيء الزائد بحيث إذا قارنته بالأصل صار الأصل ضعيفًا، فعندما يكون أصل المال مائة- على سبيل المثال- وسيؤخذ عليها عشرون بالمائة كفائدة فيصبح المجموع مائة وعشرين. إذن فالمائة والعشرون تجعل المائة ضعيفة، هذا هو معنى أضعاف.
فماذا عن معنى {مضاعفة}؟ إننا سنجد أن المائة والعشرين ستصبح رأس مال جديدًا، وعندما تمر سنة ستأخذ فائدة على المائة وعلى العشرين أيضا، إذن فالأضعاف ضوعفت أيضا، وهذا ما يسمى بالربح المركب، وهل معنى هذا أننا نأكله بغير أضعاف مضاعفة؟! لا؛ لأن الواقع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هكذا.
وقد يقول لك واحد: أنا أفهم القرآن وأن المنهي هو الأضعاف المضاعفة، فإذا لم تكن أضعافًا مضاعفة فهل يصح أن تأخذ ربحًا بسيطًا يتمثل في نسبة فائدة على أصل المال فقط؟ ولكن مثل هذا القائل نرده إلى قول الله: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} [البقرة: 279].
إن هذا القول الحكيم يوضح أن التوبة تقتضي أن يعود الإنسان إلى حدود رأس ماله ولا يشوب ذلك ربح بسيط أو مركب. وعندما نجد كلمة {أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً} فهي قد جاءت فقط لبيان الواقع الذي كان سائدًا في أيامها.
وبعد ذلك يقول الحق تذييلًا للآية: {وَاتَّقُواْ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ونقول دائمًا ساعة نرى كلمة اتقوا يعني اجعلوا بينكم وبين الله وقاية، وهل تكون الوقاية بينكم وبين الله بكل صفات جماله وجلاله؟ لا، فالوقاية تكون مما يتعب ومما يؤلم ويؤذي، إذن فاتقوا الله يعني: اجعلوا بينكم وبين صفات جلاله من جبروت وقهر وانتقام وقاية، وعندما يقول الحق: {وَاتَّقُواْ الله} فهي مثل قوله: {وَاتَّقُواْ الله}، لأن النار جند من جنود صفات الجلال.
وعندما يقول الحق: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} نعرف أن كلمة الفلاح هذه تأتي لترغيب المؤمن في منهج الله، وقد جاء الحق بها من الشيء المحس الذي نراه في كل وقت، ونراه لأنه متعلق ببقاء حياتنا، وهو الزرع والفلاحة، أنت تحرث وتبذر وتروي، وبعد ذلك تحصد.
إذن فهو يريد أن يوضح لك أن المتاعب التي في الحرث، والمتاعب التي في البذر، والمتاعب التي في السقى كلها متى ترى نتيجتها؟ أنت ترى النتيجة ساعة الحصاد، فالفلاح يأخذ (كيلتين) من القمح من مخزنه كي يزرع ربع فدان، ولا نقول له: أنت أنقصت المخزن؛ لأنه أنقص المخزن للزيادة، ولذلك فالذي لم ينقص من مخزنه ولم يزرع، يأتي يوم الحصاد يضع يده على خده نادمًا ولا ينفع الندم حينئذ!
إن الحق يريد أن يقول لنا: إن المنهج وإن أتعبك، وإن أخذ من حركتك شيئًا كثيرًا إلا أنه سيعود عليك بالخير حسب نيتك وإقبالك على العمل، ولقد ضرب لنا الله المثل في قوله: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مائة حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].
هذا أمر واضح، حبة نأخذها منك فتنقص ما عندك، لكنها تعطيك سبعمائة، إذن فساعة تؤخذ منك الحبة لا تقل: أنك نقصت، إنما قَدِّرْ أنك ستزيد قدر كذا. ويعطينا الله ذلك المثل في خلق من خلقه وهو الأرض، الأرض الصماء، أنت تعطيها حبة فتعطيك سبعمائة. فإذا كان خلق من خلق الله وهو الأرض يعطيك أضعاف أضعاف ما أعطيت. أفلا يعطيك رَبّ هذه الأرض أضعافًا مضاعفة؟ أنه قادر على أجزل العطاء، هذا هو الفَلاحُ على حقيقته، وبعد ذلك فإنه ساعة يتكلم عن الفلاح يقول لك: أنك لن تأخذ الفلاح فقط ولكنك تتقي النار أيضا.
فيقول الحق سبحانه: {وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}.
إذن ففيه مسألتان: سلبٌ لمضرة، وإيجابُ منفعة، أنه يوجب لك منفعة الفلاح ويسلب منك مضرّة النار. ولذلك يقول تعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185].
لأنه إذا زُحزح عن النار وأُدخل الجنة؟ إن هذا هو الفوز الكبير، وهذا السبب في أن ربنا سبحانه وتعالى ساعة السير على الصراط سيُرينا النار ونمرُّ عليها، لماذا؟ كي نعرف كيف نجانا الإيمان من هذه، وما الوسيلة كي نفلح ونتقي النار؟ إن الوسيلة هي اتباع منهج الله الذي جاء به على لسان رسوله: {وَأَطِيعُواْ الله وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
والرحمة تتجلى في ألا يوقعك في المتعبة، أما الشفاء فهو أن تقع في المتعبة ثم تزول عنك، لذلك فنحن إذا ما أخذنا المنهج من البدء فسنأخذ الرحمة.
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ} [الإسراء: 82].
إن الشفاء هو إزالة للذنب الذي تورطنا فيه ويكون القرآن علاجًا، والرحمة تتجلى إذا ما أخذنا المنهج في البداية فلا تأتي لنا أية متاعب. ويقول الحق من بعد ذلك: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا الله وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)}.
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كانوا يتبايعون إلى الأجل. فإذا حل الأجل زادوا عليهم وزادوا في الأجل، فنزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافًا مضاعفة}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء قال: كانت ثقيف تداين بني المغيرة في الجاهلية، فإذا حل الأجل قالوا: نزيدكم وتؤخرون عنا. فنزلت {لا تأكلوا الربا أضعافًا مضاعفة}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال: إن الرجل كأن يكون له على الرجل المال، فإذا حل الأجل طلبه من صاحبه فيقول المطلوب: أخِّر عني وأزيدك في مالك فيفعلان ذلك. فذلك {الربا أضعافًا مضاعفة} فوعظهم الله {واتقوا الله} في أمر الربا فلا تأكلوا {لعلكم تفلحون} لكي تفلحوا {واتقوا النار التي أعدَّت للكافرين} فخوف آكل الربا من المؤمنين بالنار التي أعدت للكافرين {وأطيعوا الله والرسول} يعني في تحريم الربا {لعلكم ترحمون} يعني لكي ترحموا فلا تعذبون.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن معاوية بن قرة قال: كان الناس يتأولون هذه الآية: {واتقوا النار التي أعدَّت للكافرين} اتقوا لا أعذبكم بذنوبكم في النار التي أعددتها للكافرين. اهـ.

.تفسير الآية رقم (133):

قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما نهى عما منع النصر بالنهي عن الربا، المراد بالنهي عنه الصرف عن مطلق الإقبال على الدنيا، المشار إلى ذمها في قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين} [آل عمران: 14]، وأمر بما تضمن الفوز والنجاة والقرب، وكان ذلك قد يكون مع التواني أمر بالمسارعة فيه توصلًا إلى ما أعد للذين اتقوا الموعودين بالنصر المشروط بتقواهم وصبرهم في قوله: {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم} [آل عمران: 125]، {وإن تصبرو وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا} [آل عمران: 120] الموصوفين بما تقدم في قوله تعالى في المقصد الثالث من دعائم هذه السورة {قل أأنبئكم بخير من ذلك للذين اتقوا} [آل عمران: 15]، على وجه أبلغ من ذلك بالمسارعة إلى ما يوجب المغفرة من الرب اللطيف بعباده، وإلى ما يبيح الجنة أعدت للمتقين الذين تقدمت الإشارة إليهم في قوله تعالى: {واتقوا الله لعلكم تفلحون} [آل عمران: 130] الذين يتخلون عن الأموال وجميع مصانع الدنيا فلا تمتد أعينهم إلى الازدياد من شيء منها ويتحلون بالزهد فيها والإنفاق لها في سبيل الله في مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجهاد وغيره في السراء والضراء، لا بالإقبال على الدنيا من غنيمة أو غيرها إقبالًا يخلّ ببعض الأوامر، وبالصبر بكظم الغيظ عمن أصيب منهم بقتل او جراحة، والعفو عمن يحسن العفو عنه في التمثيل بالقتل في أحد أو غير ذلك إرشادًا إلى أن لا يكون جهادهم إلا غضبًا لله تعالى، لا مدخل فيه لحظ من حظوظ النفس أصلًا، وبالصبر أيضا على حمل النفس على الإحسان إلى من أساء بذلك أو غيره كما فعل صلى الله عليه وسلم في فتح مكة بعد أن كان حلف ليمثلن بسبعين منهم مكان تمثيلهم بسيد الشهداء أسد الله وأسد رسوله عمه حمزة ابن ساقي الحجيج عبد المطلب، فإنه وقف صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم الذي كان أعظم أيام الدنيا الذي أثبت فيه نور الإسلام عل مشرق الأرض ومغربها، فهزم ظلام الكفر وضرب أوتاده في كل قطر على درج الكعبة وهم في قبضته فقال: «ما تظنون إني فاعل بكم يا معشر قريش؟» قالوا: خيرًا! أخ وابن أخ كريم، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وبالاستغفار عنعمل الفاحشة من خذلان المؤمنين أو أكل الربا أو التولي عن قتال الأعداء، وعن ظلم النفس من محبة الدنيا الموجب للإقبال على الغنائم التي كانت سبب الانهزام أو يغر ذلك مما أراد الله تعالى فقال تعالى: {وسارعوا} أي بأن تفعلوا في الطاعات فعل من يسابق خصمًا {إلى مغفرة من ربكم} أي المحسن إليكم بإرسال الرسل وإنزال الكتب بعمل ما يوجبها من التوبة والإخلاص وكل ما يزيل العقاب {وجنة} أي عظيمة جدًا بعمل كل ما يحصل الثواب، ثم بين عظمها بقوله: {عرضها السماوات والأرض} أي كعرضهما، فكيف بطولها، ويحتمل أن يكون كطولهما، فهي أبلغ من آية الحديد- كما يأتي لما يأتي، وعلى قراءة {سارعوا} بحذف الواو يكون التقدير: سارعوا بفعل ما تقدم، فهو في معناه، لا مغائر له. اهـ.

.اللغة:

{وسارعوا} بادروا.
{السراء} الرخاء.
{الضراء} الشد ة والضيق.
{والكاظمين}، كظم الغيظ: رده في الجوف يقال: كظم غيظه أي لم يظهره مع قدرته على ايقاعه بالعدو.
{فاحشة} الفاحشة: العمل الذي تناهى في القبح.
{خلت} مضت.
{سنن} السنن: جمع سنة وهي الطريقة التي يقتدى بها، والمراد بها هنا الوقائع التي حصلت للمكذبين.
{قرح} جرح بالفتح والضم، قال الفراء: هو بالفتح الجرح وبالضم ألمه، وأصل الكلمة الخلوص، ومنه مافى قراح.
{نداولها} نصرفها والمدأولة: نقل الشيء من واحد إلى آخر يقال: تدأولته الإيدي إذا انتقل من شخص إلى شخص.
{وليمحص} التمحيص: التخليص يقال: محصته إذا خلصته من كل عيب، وأصله في اللغة: التنقية والإزالة.
{ويمحق} المحق: نقص الشيء قليلا قليلا.
{أعقابكم} جمع عقب وهو مؤخر الرجل يقال: انقلب على عقبه أي رجع إلى ما كان عليه.
{مؤجلا} له وقت محدد لا يتقدم ولا يتأخر.
{وكأين} بمعنى كم، وهي للتكثير وأصلها أي دخلت عليها كاف التشبيه فأصبح معناها التكثير.
{ربيون} جمع ربي نسبة إلى الرب كالربانيين وهم العلماء الإتقياء العابدون لربهم.
{استكانوا} خضعوا وذلوا. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{سارعوا} بغير واو العطف: أبو جعفر ونافع وابن عامر.
{قرح} بالضم حيث كان: حمزة وعلي وخلف وعاصم غير حفص وجبلة. الباقون بالفتح.

.الوقوف:

{مضاعفة} ص لعطف المتفقتين {تفحلون} o ج للعطف {للكافرين} o {ترحمون} o ومن قرأ {سارعوا} بغير واو فوقه مطلق {والأرض} ص لأن ما بعده صفة لجنة أيضا أي جنة واسعة معدّة.
{للمتقين} لا لأن الذين صفتهم.
{عن الناس} ط {المحسنين} ج o لأن والذين يصلح مبتدأ وخبره {أولئك جزاؤهم} فلا وقف على {يعلمون} ويصلح معطوفًا لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له فيوقف على {يعلمون} لينصرف عموم أولئك إلى المتقين السابقين منهم بعصمة الله واللاحقين بهم برحمة الله. والوقف لطول الكلام على {لذنوبهم} للابتداء بالاستفهام وعلى {إلا الله} لاعتراض الاستفهام ولزوم الجواب بأن يقول الروح: لا أحد يغفر الذنوب إلا أنت {خالدين فيها} ط {العاملين} o {سنن} لا لتعقب الأمر بالاعتبار بعد الأخبار بالتبار.
{المكذبين} o {للمتقين} o {مؤمنين} o {مثله} ط {بين الناس} ج لأن الواو مقحمة أو عاطفة على محذوفة أي ليعتبروا {وليعلم شهداء} ط {الظالمين} لا للعطف على {ليعلم} {الكافرين} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الألوسي:

{وَسَارِعُواْ} عطف على {أَطِيعُواْ} [آل عمران: 132] أو {اتقوا} [آل عمران: 131].
وقرأ نافع وابن عامر بغير واو على وجه الاستئناف وهي قراءة أهل المدينة والشام، والقراءة المشهورة قراءة أهل مكة والعراق أي بادروا وسابقوا، وقرئ بالأخير {إلى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ} أي أسبابهما من الأعمال الصالحة، وعن علي كرم الله تعالى وجهه سارعوا إلى أداء الفرائض، وعن ابن عباس إلى الإسلام، وعن أبي العالية إلى الهجرة، وعن أنس بن مالك إلى التكبيرة الأولى، وعن سعيد بن جبير إلى أداء الطاعات، وعن يمان إلى الصلوات الخمس؛ وعن الضحاك إلى الجهاد، وعن عكرمة إلى التوبة، والظاهر العموم ويدخل فيه سائر الأنواع، وتقديم المغفرة على الجنة لما أن التخلية مقدمة على التحلية، وقيل: لأنها كالسبب لدخول الجنة، و{مِنْ} متعلقة بمحذوف وقع نعتًا لمغفرة والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين لإظهار مزيد اللطف بهم ووصف المغفرة بكونها من الرب دون الجنة تعظيمًا لأمرها وتنويهًا بشأنها. اهـ.

.قال الفخر:

قرأ نافع وابن عامر {سارعوا} بغير واو، وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة والشام، والباقون بالواو، وكذلك هو في مصاحف مكة والعراق ومصحف عثمان، فمن قرأ بالواو عطفها على ما قبلها والتقدير أطيعوا الله والرسول وسارعوا، ومن ترك الواو فلأنه جعل قوله: {سارعوا} وقوله: {أَطِيعُواْ الله} [آل عمران: 132] كالشيء الواحد، ولقرب كل واحد منها من الآخر في المعنى أسقط العاطف.